الجمعة 10 ، شوال لعام 1445 الموافق 19 ، أبريل لعام 2024 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م
logo main

تفاصيل الخبر

بلدي !!!!

  • عزيزة المانع
  • 12 ، رمضان 1436 الموافق 29 ، يونيو 2015
  • جريدة عكاظ

بلدي !!!!

يقف كثير من الناس موقفا سلبيا من المجالس البلدية وانتخاباتها، ويتحدثون عنها ببرود ولا مبالاة، مقتنعين أن المجالس البلدية لا قيمة نفعية لها، وانها عبء مادي على الدولة، بدلا من ان تكون معينا دافعا إلى تنمية المجتمع وتطويره.
 
ومن المحتمل أن ينعكس أثر هذا الموقف السلبي على نسبة مشاركة الناس في الانتخابات المقبلة ناخبين ومرشحين، فيكون عزوف الكثيرين عن المشاركة الانتخابية سببا في إتاحة فرصة أكبر لغير الأكفاء في أن يغزوا المجلس محمولين على أكف (الفزعة) من الأهل والأصحاب والعشيرة !!
 
واليوم، لم يعد بيننا وبين موعد انتخابات المجالس البلدية للدورة الانتخابية الثالثة زمن طويل، وهي دورة تتميز بمشاركة المرأة فيها للمرة الأولى ناخبة ومرشحة، وهذا يعني وجود الحاجة الى إعداد الناس ذهنيا للثقة في المرأة ودعم مشاركتها بالتصويت لها.
 
لذلك كان المتوقع من الأمانات أن يكون لها دور أكبر في توعية الناس وتثقيفهم سواء حول وظيفة المجالس البلدية ونوع الخدمات التي تقدمها للناس، وواجب المشاركة في انتخاباتها واعتبار ذلك جزءا من المسئولية الاجتماعية، أو حول مواصفات المرشح المناسب لعضوية المجلس بصرف النظر عن نوعه ذكر أو أنثى، وأهمية تقديم النزاهة في الاختيار بعيدا عن أي اعتبارات عاطفية أو ذاتية، أو غير ذلك من المعلومات التي تسهم في نشر ثقافة الانتخابات بين الناس، خاصة أننا مجتمع يفتقر إلى تلك الثقافة، فالمدارس والجامعات لا يوجد فيها مجالس طلابية منتخبة، تدرب الشباب منذ الصغر على الانتخاب ونزاهته واحترام نتائجه، وربما لذلك حين فتح مجال الانتخاب في الأندية الأدبية، عسر على كثيرين تقبل نتائج الانتخابات عندما جاءت على غير ما يحبون، فظهرت بينهم الصراعات والعداوات.
 
هذا يعني أن الناس في مجتمعنا في حاجة إلى التهيئة الذهنية والنفسية للانتخابات قبل أن تبدأ بوقت طويل، إلا أن الأمانات لم تفعل شيئا بهذا الشأن، اكتفت بالتركيز على الإعداد والتنظيم للانتخابات، وأغفلت الاهتمام بتوعية الناس ونشر الثقافة الانتخابية بينهم.
 
ولكن من توفيق الله، أن ما أغفلته الأمانات، لم تغفله بعض الجهات الأهلية، التي حملت على عاتقها مسئولية القيام بهذا الواجب الوطني، كجمعية النهضة التي قادت حملات مثل (صوتك يفرق) و(صوتك أمانة)، من أجل تعزيز مشاركة الناس الفعالة في الانتخابات البلدية، ونشر الوعي بأهمية التصويت المدروس المؤسس على معرفة صحيحة وليس على الانحياز والتعصب. ومثل (حملة بلدي)، التي تقف وراءها مجموعة من النساء المدعمات لعضوية النساء في المجالس البلدية، التي بادرت إلى تقديم برنامج تدريبي للمرشحات بدعم من مؤسسة الأمير الوليد بن طلال الخيرية، يهدف إلى تثقيفهن بدور المجالس البلدية وما يمكن لها أن تسهم فيه من خدمات مجتمعية.
 
إلا أن نشاط الجهات الأهلية لا يعفي الأمانات من مسئوليتها الوطنية تجاه توعية الناس وتثقيفهم في مجال الانتخابات !!