تسجيل دخول
الخميس 18 ، رمضان لعام 1445 الموافق 28 ، مارس لعام 2024
18/9/1445 هـ الموافق 28/03/2024 م
ملف اليوم
ملف الأمس
روابط هامة
تفاصيل الخبر
عن معاناة المواصلات بمدننا..؟!
بقلم :
صدقة يحي فاضل
نشر في :
12 ، محرم 1437 الموافق 25 ، أكتوبر 2015
المصدر :
جريدة عكاظ
طباعة
إرسال
عرض القصاصة
عن معاناة المواصلات بمدننا..؟!
بت أتحاشى الخروج من منزلي إلا للضرورة القصوى، وسواء في جدة أو الرياض أو مكة المكرمة. وسواء كنت أقود المركبة بنفسي، أو أركب مع سائق. فما أن أخرج إلى الشارع العام حتى تصعقني ـ غالبا ـ فوضى مرورية مزعجة، وأناس بعضهم يقود سيارته وكأنه في حرب، أو تنافس حاد، مع كل من حوله، من سيارات وبشر. وكثيرا ما يؤدي هذا التنافس الشرس إلى وقوع حوادث مؤسفة... يذهب ضحيتها أناس معظمهم ركاب أبرياء، من أطفال ونساء وشيوخ وشباب... تروع المشاهدين ـ المارين ـ وتزيد في الفوضى المرورية، وتتسبب في ضيق النفوس وضجر كل متحرك وساكن في المواقع المزدحمة، أو في المناطق التي شهدت معارك مرورية ـ إن جاز التعبير .
ومما يفاقم من هذا الضجر وجود «تحويلات» مزعجة، في كثير من الحالات... الأمر الذي يجعلك تحتاج إلى السير ساعة من الزمن، لمسافة كان يمكن ـ لو كان كل شيء طبيعيا ومنظما ـ قطعها في ما لا يزيد عن عشر دقائق. هذا، إضافة إلى ضعف القدرة الاستيعابية لكثير من طرق المدن، وكثرة السيارات (لعدم وجود مواصلات عامة مناسبة، وتسابق موردي السيارات على استيراد المزيد سنويا). أضف الى ذلك ضعف «الضبط المروري» لدينا، وعدم وجود متابعة مرورية ملائمة، توقع العقوبات الفورية على المخالفين. لدينا نظام مروري حديث وجيد، بل ومتميز ... ولكن يبدو أنه ـ كغيره من بعض القوانين ـ يعانى من «ضعف التطبيق» (Law Enforcement) بسبب النقص الكمي والنوعي المشهود في القوى العاملة المرورية عندنا.
****
هذه المعاناة مؤلمة ومريرة، ولكن الأكثر إيلاما وإزعاجا هو : عدم وجود أسماء واضحة ومحددة ودقيقة لشوارعنا وطرقنا وأزقتنا، كما هو الحال في معظم دول العالم غنيها وفقيرها. وهذا يعني: أن وصول الشخص من نقطة انطلاقه إلى هدفه لا يمكن (في كثير من الأحيان) أن يكون سهلا ميسورا، ليس بسبب الفوضى المرورية وحسب، بل وبسبب عدم وضوح المكان المستهدف. ويضطر الواحد منا ـ في أغلب حالات عدم الوضوح المشار إليه ـ أن يقف مرة، أو أكثر، ليسأل: أين المكان الفلاني (مسجد، مدرسة، شركة، مصلحة، بقالة... الخ) فالوجهة المقصودة قريبة منها، أو بجانبها...؟!
وقد يجد من يدله، وقد لا يجد. فعليه، عندئذ، الاجتهاد وبذل جهد أكبر، وإنفاق وقت أطول، حتى يصل الى وجهته. حتى وسائل البحث الحديثة كثيرا ما تعجز عن إيجاد المكان المقصود بسبب عدم الوضوح التام لمسميات الطرق. تصوروا أنني كثيرا ما «أضيع» في المدينة التي أسكن فيها منذ أربعة عقود...؟! نعم، أضل طريقي... وقد أمضي ساعات وأنا هائم على وجهي، حتى أهتدي إلى جادة تقودني (بشكل غير مباشر) للعودة إلى المنزل، أو الوصول إلى مقصدي.
وأكثر المرات التي «تهت» فيها هي المرات التي كان علي أن أذهب فيها لتقديم واجب العزاء لقريب أو صديق. ففي المنطقة الغربية بخاصة، تحدد ساعات العزاء من بعد صلاة المغرب حتى أذان العشاء، أي خلال ساعة ونصف. فإن لم تصل خلال هذا الوقت، تفوتك تعزية كل ذوي الفقيد أو الفقيدة. وكثيرا ما تهت، فلم أصل إلى الموقع إطلاقا، أو أصل إليه بعد فوات الأوان. ولا أملك، عندئذ، إلا الترحم على الفقيد، أو الفقيدة... وأكاد أعتب على المتوفى عدم إقامة عزائه في مكان عام معروف لي، ولغيري...؟! أما إيجاد «موقف» للسيارة، فكثيرا ما يكون دونه خرط القتاد. ولا شك أن سبب هذا العناء المضاعف، الذي يقاسي منه آلاف الناس بالمدن، هو ما ذكر آنفا. ولقد تحدث الكثيرون عن هذه الزحمة، أو الفوضى المزعجة... وطالبوا بحل لها. ولكن، لا حلول جذرية قريبة تلوح في الأفق، حتى الآن.
رابط الخبر من المصدر
طباعة
إرسال
توجية
عرض القصاصة
عن معاناة المواصلات بمدننا..؟!
اليوم :
الخميس
بتاريخ :
12 ، محرم 1437 الموافق 25 ، أكتوبر 2015
الكاتب :
صدقة يحي فاضل
الصحيفة :
جريدة عكاظ
مع التحية لسعادة :
نرجوا منكم :
الإجراء المطلوب
إعداد رد
المفاهمة
الإفادة
الإطلاع
الحفظ
التوجية :