تسجيل دخول
السبت 11 ، شوال لعام 1445 الموافق 20 ، أبريل لعام 2024 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م
logo main

تفاصيل الخبر

ما هكذا تخطط المدن يا سعد

  • عبدالمحسن هلال
  • 18 ، صفر 1437 الموافق 30 ، نوفمبر 2015
  • جريدة عكاظ
طباعة
إرسال

ما هكذا تخطط المدن يا سعد

لم تعد مسألة غرق مدننا وقرانا حالات فردية أو استثنائية، أضحت ظاهرة تتكرر كل موسم أمطار، ولم نعد بحاجة لمؤسسات الرقابة والنزاهة، فهي لم تصنع الفرق طوال عقود، يكفي أن يزورنا الجنرال «سيل» ليكشف لنا الكثير مما جرى التستر عليه، وأصبح مضيعة للوقت والجهد الكتابة أو نقد المتسبب في هذه الكوارث، هذا الكائن من كان مازال غير معروف حتى الآن، كوارث تحدث لمدننا مع أي زخة مطر تستمر ساعة أو محراها فتنهمر سيول محلية وأخرى محملة وثالثة منقولة، تغرق الشوارع وتسد المنافذ فتتجمد الحركة أياما، ثم نبدأ في حساب كم الضحايا والمفقودين وحجم الدمار المادي الذي يتركه كل سيل عابر في انتظار السيل القادم.
 
لذا لن اتحدث عن فساد العقود والتنفيذ والاستلام لمشاريع تصريف السيول أو المجاري، أو حتى البنية التحتية، فعدا أنها نتائج وليست أسبابا، هي حديث غابر وترف فكري لا تتحمله فداحة ما نواجه، نحن أمام موقف يسيء لسمعة الوطن والمواطن عالميا. أكثر من هذا لن اتحدث عن وجود فساد، إنما عن وجود جهل، جهل بطرق التخطيط، سواء تخطيط المدن أو المشاريع، وجهل ثان بطرق التنفيذ الصحيحة، وجهل ثالث بطرق استلام المشاريع، وحتى هنا أمر لا يحتاج برهنة، زيارة واحدة من الجنرال سيل تكفي. وكما أن القانون لا يحمي المغفلين، فهذا النوع من الجهل لا يعفي صاحبه من المسؤولية، مسؤولية ترقى إلى الجنائية أحيانا لسقوط ضحايا وتعاظم فقدان الممتلكات، لولا هذا الجهل لما خططت مدننا بهذه الأساليب العشوائية، ولما غدت معظم أحيائنا عشوائية، بالقطع الأمر لا يخلو من فساد ذمم واستغلال مناصب لتحقيق ثراء غير مشروع من أي مشروع.
 
كل مدن العالم لها هيئة أو مجلس محلي واحد يشرف على جميع مشاريعها، يعرف في علم الإدارة بالإدارة المحلية، نحن لدينا إمارات المناطق والمحافظات، لكن ما يحدث وما يخطط له في الوزارات لا تعلم عنه المحافظات إلا متأخرا وربما بعد البدء به، بل إن بعض الوزارات لا تدري عن مشاريع بعضها الآخر فتجد مشاريعهم تتعارض فتعرقل وتتعثر. الوزارات، كما كنت أردد دائما، تعمل بمعزل عن بعضها كأنما تعيش في جزر منفصلة. ما أصدرته أمانتا جدة والرياض يثبت ذلك، كلتاهما حاولتا إلقاء مسؤولية ما حدث لمدنهما على جهات أخرى، وبدون تفتيت هذه المركزية في دولة بحجم قارة ستظل مشاريعنا تعاني.

 
رابط الخبر من المصدر
جميع الحقوق محفوظة –أمانة منطقة الرياض – المملكة العربية السعودية © 2024