السبت 11 ، شوال لعام 1445 الموافق 20 ، أبريل لعام 2024 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م
logo main

تفاصيل الخبر

لا توجد سلع تكفي ثرواتهم

  • فهد عامر الأحمدي
  • 18 ، جمادى الأولى 1436 الموافق 9 ، مارس 2015
  • جريدة الرياض

حسب العدد الأخير من مجلة فوربس هناك 1826 شخصاً حول العالم تزيد ثرواتهم عن مليار دولار. وهذا يعني أن قسماً كبيراً من ثروات العالم محتكراً من شخصيات محدودة تزيد مجموع ثرواتها عن 7 تريليونات دولار (بعد أن كان في العام الماضي 6,4 تريليونات دولار)...

وقبل أن نمضي قدماً يستحسن الاتفاق أولاً على أن التريليون يساوي 1000 مليار، وأن المليار يساوي 1000 مليون، وأن الدولار يعني 3,75 أضعاف أي مبلغ نتحدث عنه بالريال السعودي!

وهذه الأرقام المخيفة تعني أن المليارديرات يواجهون مشكلة (معكوسة) تتمثل في كيفية إنفاق كل هذه الأموال الطائلة.. فالطبيعي والمعتاد أن يعاني الناس من قلة المال وضعف القدرة الشرائية، ولكن أثرياء فوربس يملكون أموالاً تزيد عن قيمة أي مشتريات يمكن التفكير فيها بما في ذلك الطائرات الخاصة والسيارات المذهبة واليخوت الفارهة والجزر الناعسة.. فتقرير المجلة يؤكد أن مليارديرات العالم أنفقوا السنة الماضية أقل من تريليون دولار على كافة المنتجات الكمالية والترفيهية (وهو ما يؤكد عدم وجود سلع تكفي ثرواتهم)..

وبحسب التقرير هناك أربعة منتجات بالتحديد احتلت مراكز متقدمة في قيمة مشترياتهم هي السيارات الفاخرة، والمنتجات الثمينة، والفنادق الفخمة، والحفلات الباهظة.. وما أثار استغرابي بالفعل هو أن شراء الطائرات الخاصة أتى في المرتبة الخامسة، والقوارب المجهزة في المركز السادس، في حين لم تأت المجلة على ذكر أمر مهم للغاية وهو شراء الجزر الاستوائية الخاصة.. وكنت قبل فترة بسيطة قد بعثت للمشتركين في جوال حول العالم بمعلومة مفادها: أن أول شيء يشتريه الأثرياء حين يصلون للبليون الأول هو يخت أو طائرة.. وأول شيء يفكرون بشرائه حين يصلون للبليون الثاني هو يخت أو طائرة أكبر.. وحين يصلون للبليون الثالث يشترون الاثنين معا بالإضافة إلى مرسى خاص ومطار صغير.. أما حين يصلون للبليون الرابع فيشعرون أنهم من القلة التي (تملك العالم) ويفكرون بشراء جزيرة يفعلون بها ما يريدون بما في ذلك المرسى والمطار والغيد الحسان...

.. على أي حال؛ الفرق في أساليب الصرف بين الأثرياء وعموم الناس يعود إلى طبيعة الإنسان نفسه الذي يتوسع في الشراء كلما شعر بتوفر النقود لديه (وما نموذج الراتبين عنا ببعيد).. أما حين يولد ويعيش في حالة ثراء دائم فلا يشعر فعلاً بقيمة المال وتنفصل العلاقة بينهما فيراها مجرد أرقام ولهذا السبب لم يتردد البعض بشراء قفاز مايكل جاكسون بنصف مليون دولار، أو استضافة المغنية بيونسيه على قاربه بأربعة ملايين دولار!!

... وقبل أن أنسى، بين طبقة الأثرياء والبسطاء توجد "طبقة الأذكياء" الذين اخترعوا "الماركات" والسلع الثمينة لمساعدة الأثرياء على صرف أموالهم بصرف النظر عن جودة السلعة ذاتها.. وأنا شخصياً لا أتعجب من الأثرياء الذين يشترونها بطيب خاطر، ولا من الأذكياء الذين يسلبون أموالهم بطريقة قانونية، بل من البسطاء الذين يعشقون التمظهر ويشترون منتجات ثمينة لا تناسب مداخيلهم (الطبيعية جدا)!!!

.. كلمة في أذنك:

"الماركات" خدعة ابتكرها الأذكياء، لسرقة أموال الأغنياء، فأرجو أن لا يصدقها البسطاء..