إن المنجز في خدمة المجتمع ومجالات المسؤولية الاجتماعية قد واكب التطلع في بعض الغرف التجارية على مستوى المملكة ويأتي في مقدمتها غرفة الرياض التي أقرت إدارة لخدمة المجتمع ضمن هيكلتها ومنذ أكثر من خمسة عقود، ورأينا العديد من الفعاليات والشراكات المجتمعية مع القطاع العام والخاص والأهلي، وتبنت غرفة الرياض المئات من الفعاليات والمشاركات المجتمعية وساهمت بجهدها لتحويل القطاع الثالث لقطاع تنموي بعد أن كان رعوياً لعقود طويلة.
وللمزيد من الضوء فإن الغرفة التجارية في الرياض تقوم بالعديد من المهام التثقيفية لحماية المستهلك وتنظم فعاليات دائمة للعديد من الجمعيات الخيرية ودور كبار السن والمرضى النفسيين (رجالاً ونساء) وترتيب الزيارات الترفيهية لهم مع تدريب المحتاجين منهم، وقامت بامتياز في تأهيل السجناء الذين أوشكت محكوميتهم على الانتهاء، مع المشاركة في الأيام العالمية المتنوعة وتنظيم حملات للتبرع بالدم بالتنسيق مع المستشفيات داخل الغرفة وفي فروعها وبعض المجمعات التجارية، وكذلك رعاية بعض حفلات التخرج والزواج لذوي الاحتياجات الخاصة بالمشاركة مع الجمعيات الخيرية المعنية أو داخل دور الرعاية، وتحتضن غرفة الرياض لثلاثة عقود لجنة أصدقاء المرضى التي أنشئت بأمر سام لتكون ضمن أنشطتها، وتدعم من رجال الأعمال بهدف القيام بزيارات للمرضى ذوي الحاجة، وتلمس احتياجاتهم عن قرب ومعاودتهم في كل المناسبات، وتقوم اللجنة تحت رعاية الغرفة اليوم بالعديد من البرامج لخدمة المرضى كبرنامج المساعدات المالية (طهور)، وبرنامج تأمين الأجهزة والمعدات الطبية (معافى)، وبرنامج الإيواء المجاني للقادمين من خارج الرياض، والسلة الرمضانية للمريض، ونقل مرضى الفشل الكلوي، وبرنامج الزيارات الرمضانية، وكذلك برامج للترفيه العلاجي، والتثقيف الصحي، واحتضنت لجنة أصدقاء الهلال الأحمر، وجمعية إنسان، وجمعية تراحم للسجناء وأسرهم، وجمعية الإعاقة السمعية، وجمعية مناعة، وجمعية حركية ولجنة المرأة والطفل، ومركز الملك سلمان الاجتماعي، حتى أصبحت تلك الجمعيات قادرة على النهوض بنفسها وإدارة شؤونها بمفردها، واستقلت بعد ذلك خارج الغرفة ولا تزال تجد الدعم والمساندة والشفاعة لها، كما أنها عنصر رئيسي ومؤثر في الفعاليات والأنشطة الصيفية ومهرجانات السياحة والتسوق واستضافتها المجانية لمهرجان "منتجون" للأسر المنتجة السنوي الرائد، والبرامج التي تتبناها غرفة الرياض لتوظيف الشباب في الشركات والمؤسسات (بنين وبنات) ومساهمتها في احتضان تلك اللقاءات وترتيب المقابلة الشخصية للمتقدمين.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد احتضنت غرفة الرياض مجلس المسؤولية الاجتماعية الذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن أحمد بن عبدالعزيز بعد أن رأسه لفترات سابقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وقبله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس العام لهيئة السياحة والتراث الوطني، وانطلق منه نادي المسؤولية الاجتماعية بالرياض، ومن إنجازات المجلس والنادي أن أطلق برنامجاً تدريبياً تحت مسمى أخصائي مسؤولية اجتماعية؛ وهي دورة متعاقبة يرعاها القطاع الخاص وينفذها مركز تدريب الغرفة التجارية دون أن يتحمل المتدرب أي تكاليف، بالإضافة لإقامة مهرجان سنوي للمسؤولية الاجتماعية يشارك فيه جميع قطاعات الأعمال التي أقرت ضمن إستراتيجيتها برامج للمسؤولية الاجتماعية، ويقدم خلال المهرجان العديد من أوراق العمل المهنية المتخصصة، وصدر عن المجلس سلسلة تطوير المسؤولية الاجتماعية وبرامجها، وهو إصدار اعتبره المختصون فريداً على مستوى العالم العربي، ونشرت الغرفة الإصدار على جميع الغرف التجارية العربية والإسلامية، واختتمت الغرفة هذا الملف بفوزها بجائزة المسؤولية الاجتماعية قبل عامين في مدينة أبو ظبي تقديراً لريادتها في نشر تلك الثقافة، ومؤخراً أقرت لجنة للمسؤولية الاجتماعية بعضوية الكيانات الاقتصادية الفاعلة في خدمة المجتمع ومن أهم أهدافها تأصيل ثقافة المسؤولية الاجتماعية في قطاعات الأعمال وجعلها ثقافة عامة للقطاع الخاص.
ختاماً، إن إيراد تلك الإنجازات لا يعني الاكتفاء بما تم تحقيقه، فالمجتمع يرى أن له حقاً على قطاعات وكيانات الأعمال والغرف التجارية هي مظلتها وعلى كل المستويات، وأتى لها الدور كاملاً مع برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية الوطن الغالي 2030، لقيادة القطاع الثاني كي يحقق الكثير من الأهداف الوطنية والمحاور التي تضمنتها الرؤية، خاصة وأن الدولة تثق في قوة وقدرة القطاع الخاص لمساندتها في تحقيق الرفاه للمواطن والعيش الكريم وتوفير السبل لراحته.