الجمعة 17 ، شوال لعام 1445 الموافق 26 ، أبريل لعام 2024 17/10/1445 هـ الموافق 26/04/2024 م
logo main

تفاصيل الخبر

الجامعات والتحول الوطني

  • د. فائز بن سعد الشهري
  • 11 ، ربيع الثاني 1437 الموافق 21 ، يناير 2016
  • جريدة اليوم

الجامعات والتحول الوطني

 
نشر بصحيفة الرياض قبل أيام خبر مهم حوى الإشارة إلى أن مراحل تنفيذ أعمال مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض -القطارات والحافلات- الذي تقوم عليه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، تشهد تنامياً في أعداد الكوادر السعودية المؤهلة التي استقطبتها الشركات الكبرى المشرفة على تنفيذ المشروع، والائتلافات العالمية الثلاثة التي تقوم بتنفيذ المشروع وتشمل كلا من: ائتلاف باكس، وائتلاف الرياض نيوموبيليتي، وائتلاف فاست، والتي تتكون من كبرى الشركات العالمية في مجالات تصنيع القطارات والأعمال المدنية وحفر الأنفاق ونظم الاتصالات والتحكم والإدارة والتصميم، حيث بلغت أعداد الكوادر السعودية التي انضمت إلى المشروع منذ انطلاق المشروع حتى الآن 833 مهندساً ومختصاً سعودياً، يتولون مختلف الأعمال الهندسيّة والفنية والتقنية والإدارية في كافة عناصر المشروع ومكوناته بكافة أرجاء المدينة. إضافة إلى ذلك توجد خطّة ترمي إلى تعظيم عوائد الوطن والمواطنين وتستهدف بناء الكوادر الوطنية المؤهلة للعمل في المشروع منذ بداياته حتى اكتماله وتشغيله، ويجري تنفيذها على مراحل تنسجم مع تطور أعمال تنفيذ المشروع واحتياجاته من الكوادر المهنية. وان الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض تعتزم بالتعاون مع جامعة الملك سعود، إنشاء مركز متخصص لدراسة النقل في الجامعة، يهدف إلى إجراء الدراسات الهندسية والتقنية والإنسانية والاجتماعية لمشروعات النقل العام في المملكة، ويساهم في تأهيل الكفاءات الوطنية للعمل في هذا القطاع عبر استحداث مسارات متخصصة في دراسات النقل العام. كما تعمل بالتنسيق مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني على تعزيز الاستفادة من مخرجات كليات ومعاهد المؤسسة وبرامجها التدريبية في تلبية احتياجات المشروع من المهنيين والفنيين السعوديين المؤهّلين.

عرض مراحل إنجاز مشاريع التنمية وما تحوي من إنجازات ومشاركين فيها يساهم في تكوين قاعدة معلومات تستفيد منها الجهات المختلفة التي تنفذ مشاريعها، وما نقرأ عن مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض وما يحوي من قضايا تنموية مهمة ومنها تدريب الكوادر المهنية وإيجاد مزيد من الفرص الوظيفية يعد من الأمثلة والتجارب الناجحة التي تستفيد منها الجهات المختلفة في مراحل تنفيذ مشاريعها. إن قضية التعليم والتدريب والفرص الوظيفية والتواصل مع الجامعات بمملكتنا الحبيبة من القضايا المهمة التي تساهم في تعزيز ثقافة التخصصية وتأهيل كوادر بشرية متخصصة تساهم في متابعة مشاريع التنمية بتخصيصه حاضراً ومستقبلاً، وانضمام 833 مهندساً ومختصاً سعودياً حتى الآن، يتولون مختلف الأعمال الهندسيّة والفنية والتقنية والإدارية في كافة عناصر مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض يساهم في انجاح برنامج التحول الوطني الذي أعلن عن تأكيده لقضايا تنموية مهمة منها التعليم والهوية الوطنية، والتدريب والتأهيل والتوظيف، وكذلك أهداف خطة التنمية العاشرة التي تؤكد على تنويع مصادر الدخل، والاستثمار الأمثل فـي الموارد السكانية، وتنمية الموارد الـبشرية، ورفـع إنـتاجـيتها، وتـوسيع خياراتهـا فـي اكتساب الـمعارف والمهارات والخبرات.

ومع ما نشر في صحفنا المحلية عن التقرير السنوي لهيئة الرقابة والتحقيق عن العام المالي 35/ 1436هـ والذي كشف عن أن نسبة تعثر مشروعات خطط التنمية خلال عام التقرير قد بلغت 72 في المائة، بينما بلغت المشروعات المنتظمة نسبة 5 في المائة أما المتوقفة فبلغت 6 في المائة والمتأخرة 17في المائة، تبرز أهمية تعاون القطاعات الحكومية والخاصة التي تنفذ المشاريع التنموية مع الجامعات التي تم انشاؤها بجميع مناطق المملكة لإشراك أعضاء هيئة التدريس والطلاب والخريجين المتخصصين في المجالات الهندسية ومنها المتخصصة بتخطيط المدن والأقاليم للاستفادة من الكوادر المؤهلة والدراسات والأبحاث المنجزة والتي في طور الإنجاز ذات العلاقة بتخطيط وتنمية المدن والأقاليم بمستوياته الوطنية والإقليمية والمحلية، وابعاده الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والإدارية والأمنية كالاستدامة والإسكان والنقل والخدمات الطبية والتعليمية والترفيهية وتنويع مصادر الدخل والتنمية المتوازنة والمستدامة.

الأبحاث والدراسات العلمية أساس تطور المجتمعات وازدهارها وتعد من الآليات المهمة التي تساهم في انجاح وتحقيق أهداف خطط التنمية والتحول الوطني، وللجامعات ومنشآتها ومراكز أبحاثها ومواردها البشرية المتخصصة أثر مهم في تطور المجتمع من حولها اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا يمكن ملاحظته ويجب قياسه، فالمشاريع والمنتجات التي تقوم بها المكاتب الاستشارية العالمية التي يتم استقطابها لتنفيذ المشاريع التنموية للقطاعات المختلفة تعتمد أساساً على الأبحاث والدراسات، وهنا تبرز أهمية الاستفادة من جامعاتنا التي تم انشاؤها في جميع مناطق المملكة وما تحوي من ثروة وطنية تلعب دوراً مهما في المشاركة في إنجاز مشاريع التنمية بدقة وجودة تحفظ المال والوقت وتساهم في تنويع مصادر الدخل وتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة في ظل انخفاض أسعار البترول.

وأخيراً وليس آخراً انضمام 833 مهندساً ومختصاً سعودياً يتولون مختلف الأعمال الهندسيّة والفنية والتقنية والإدارية في كافة عناصر مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض من الآليات المهمة للتحول الوطني، واقترح ايجاد مراكز أو وحدات أو عمادات بالجامعات مختصة ببرنامج التحول الوطني ترسم استراتيجيات التنسيق والتعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة التي تنفذ المشاريع التنموية والجامعات للاستفادة من الموارد بجودة تحقق أهداف برنامج التحول الوطني والتنمية المتوازنة والمستدامة.