الجمعة 17 ، شوال لعام 1445 الموافق 26 ، أبريل لعام 2024 17/10/1445 هـ الموافق 26/04/2024 م
logo main

تفاصيل الخبر

بنية تحتية «غامرة» تكسر قواعد «أنشودة المطر» السعودية!

  • سلطان بن بندر (جدة)
  • 7 ، رجب 1437 الموافق 14 ، أبريل 2016
  • جريدة عكاظ

بنية تحتية «غامرة» تكسر قواعد «أنشودة المطر» السعودية!

 
 
كسرا لقواعد اللعبة في «أنشودة مطر» السياب، التي كانت فيها «كل قطرة من المطر» ابتساما في انتظار مبسم جديد، ورعشة خوف لطفل خشي القمر، غيرت البنية التحتية «الغامرة»، بفضل الحالة المطرية «غامرة»، من كل معاني ما حملته «أنشودة السياب» من رومانسية وحب، بعد أن كانت أقرب إلى «النشيد الوطني» لعشاق المطر من بني الإحساس والطرب، وسط «صمت للشفايف» من قبل الجهات الرسمية.
 
وما إن يتهامس سكان المدن السعودية خوفا واستبشارا بـ«في الجو غيم»، إلا ويتسارع العديد منهم إلى تجرع أكبر قدر من النشيد الوطني لعشاق المطر، قبل أن تكسر البنية التحتية المغمورة من قواعد الكلم، وتجعل «رعشة الطفل إذا خاف من القمر»، «رعشة الكبار إذا خافوا من المطر»، بعد أن شهدت نحو تسع مناطق سعودية أمطارا «غامرة» علقت الدراسة، واحتجز «السيل» الناشئ منها بعض متابعيه، وشلت الحركة في «الرقيقة الرياض».
 
ويبدو أن «غامرة» لم تأت إلى العاصمة السعودية، لتكون زائرا جديدا ينضم إلى كثير من زوار العاصمة مترامية الأطراف في «سكة التايهين»، بل جاءت «في سحابة» أغرقت مخرجين وعدد من الطرقات، والشارع الموازي لهيئة مكافحة الفساد، والذي أظهره مقطع تناقلته هواتف الركبان في مواقع التواصل.
 
سيرة «العنا» والأمطار، لم تقف على حدود العاصمة فحسب، بل «سحت السماء» بما حملت، وكتبت سطورا من «المعاناة» على عدد من المناطق السعودية، أعادت إلى ذاكرة سكان حي العقيق في محافظة الطائف، شيئا يسيرا من «كارثة جدة»، وكأن فيضانها جاء ليحكي قصة حدثت في المنطقة ذاتها «من بادي الوقت».
 
مدينة بريدة (وسط منطقة القصيم)، كانت أيضا «على البال» بعد أن تسببت «غامرة» في تسرب المياه إلى بمبنى مستشفى بريدة المركزي، واحتجاز العديد من المركبات داخل طرقات المدينة.
 
مناطق الباحة، عسير، نجران، جنوبا، وتبوك وحائل والجوف شمالا، لم تسلم هن الأخريات من فيضانات غامرة، التي أسالت الشوارع والطرقات، قبل أن تتملئ الوديان بـ«المطر»، وأعادت سيرة «المعاناة» مع البنية التحتية، التي تسببت في عدد من الوفيات منذ أولى قطرات «غامرة» واحتجاز لأكثر من 681 شخصا.
 
ويبقى «صمت الشفايف» للجهات المسؤولة عن إصلاح البنى التحتية للمدن السعودية، هو سيد الموقف، ومدعاة للقلق «كل ما نسنست» الهبائب الماطرة، بعد أن بقيت مشاهد الاحتجاز والغرق «المذهلة» في العديد من الشوارع «على البال»، بلسان حال تغنى بـ«ما عاد بدري قلت لي وش تحرى»، وقلب تمنى أن تعود «أنشودة المطر» على لسانه دون كسر، ودون أن يردد البيت السالم الوحيد، «أتعلمين أي حزنٍ يبعث المطر؟»