الجمعة 17 ، شوال لعام 1445 الموافق 26 ، أبريل لعام 2024 17/10/1445 هـ الموافق 26/04/2024 م
logo main

تفاصيل الخبر

إخلاء المستودعات أم إخلاء السكان؟

  • سعيد السريحي
  • 13 ، رجب 1437 الموافق 20 ، أبريل 2016
  • جريدة عكاظ

ولكم الرأي

إخلاء المستودعات أم إخلاء السكان؟

اضطر رجال الدفاع المدني أن يخلو العمائر السكنية في جدة من نزلائها حرصا على سلامتهم وخوفا من امتداد حريق شب في أحد المستودعات القريبة منهم إلى العمائر التي يسكنون فيها، وليست هذه هي المرة الأولى التي يضطر فيها رجال الدفاع المدني إلى ذلك الإجراء كما أنه من المؤكد أنها لن تكون المرة الأخيرة ما دامت الأمانة ومراقبوها غاضي الطرف عن انتشار المستودعات داخل الأحياء رغم ما تشكله تلك المستودعات من خطر على ما يجاورها في حال نشوب حريق فيها أو تلف في ما هو مخزن فيها من مواد ضارة بالصحة والبيئة.
 
وجدة التي لا يكاد حي من أحيائها يخلو من مستودع لهذه الشركة أو تلك أنموذج لبقية المدن التي تشاركها نفس الظاهرة وتتعرض أحياؤها لنفس المخاطر دون أن يلفت ذلك نظر الأمانات والبلديات التي تقع عليها مسؤولية إلزام أصحاب تلك المستودعات بنقلها خارج المدن حيث توجد المساحات والمناطق المخصصة للمصانع والمستودعات.
 
والأمانات والبلديات التي تحرص على تجميل وتنميق ميادينها وشوارعها وأرصفتها بالألوان والإضاءات والمجسمات تتسامح مع ما يحدثه وجود تلك المستودعات داخل الأحياء من تلوث بصري من ناحية ومن إزعاج لقاطني تلك الأحياء نتاج عمليات التخزين والتصريف التي تتم في تلك المستودعات وما يستتبعها من وجود الشاحنات والعمال تبدو من خلاله تلك المستودعات أجساما غريبة عن الحي لا تشكل خطرا على سكانه في حال نشوب حريق أو حدوث تلف لمخزوناتها فحسب بل تشكل تشويها دائما ومستمرا للحي ولذائقة قاطنيه.
 
وإذا كانت هناك مسؤوليات سوف تترتب على أصحاب تلك المستودعات في حال نشوب حريق فيها ناتج عن سوء التخزين أو عدم توفر اشتراطات السلامة فإن أمانات المدن وبلدياتها ينبغي أن تكون مسؤولة كذلك، فقد كان واجبها إخلاء الأحياء من تلك المستودعات قبل أن يضطر الدفاع المدني إلى إخلاء السكان من بيوتهم.