الجمعة 10 ، شوال لعام 1445 الموافق 19 ، أبريل لعام 2024 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م
logo main

تفاصيل الخبر

الأسر المنتجة متضررة من قرار بلدية الزلفي منع التعاون معها

  • عبدالله بن دعفس الدعفس
  • 14 ، رجب 1437 الموافق 21 ، أبريل 2016
  • جريدة الرياض

  لسان حال الأسر المنتجة في محافظة الزلفي مع بلديتها هذه الأيام يقول: بغيتك لي عون وصرت فرعون. وذلك بعد القرار المفاجئ والغريب المتمثل في قيام بلدية المحافظة بمنع جميع المحال التجارية من التعاون مع هذه الأسر وعرض منتجاتها في محالهم!

هو قرار غريب في نوعه ووقته. فجميعنا يرى الأسر المنتجة في كل المحافظات تُمد لها أيادي العون وتُمهد لها السبل والطرق لمزاولة نشاطها، ويصل الأمر إلى قيام بعض الأجهزة الحكومية هناك بالتعاقد مع هذه الأسر لأجل إعداد وتجهيز ولائم المناسبات الخاصة بها، ثقة منها بما تقدمه هذه الأسر وكذلك من باب الدعم لها، أما هنا فتوضع العراقيل أمام هذه الأسر الكريمة المتعففة التي أرادت أن تكسب من كدها وتعبها!

البلدية برّرت تدخلها هذا واستندت على تعميم صادر عن وزارة الشؤون البلدية يعود إلى ما قبل سنوات مضت!

السؤال المطروح هنا: إذا كان لدى إدارة البلدية تعليمات رسمية تعطيها الحق في منع المحال من عرض منتجات هذه الأسر، فلماذا انتظرت البلدية كل هذه المدة حتى تتدخل. لماذا تركت هذه الأسر تعمل وتعرض منتجاتها لدى المحال التجارية، والتعميم يعود إلى عام 1433ه !؟

أيضًا هناك تساؤل آخر يطرح نفسه وبقوة هنا، فإذا كانت البلدية تبرر تدخلها هذا بوجود تعليمات رسمية؛ هل التعليمات هذه مبلغة لكل أمانات وبلديات المملكة أم خاصة ببلدية الزلفي فقط، لأننا نشاهد في كل المحافظات ودون استثناء الدعم الحكومي بأشكاله وألوانه المتعددة - وهذا هو المفترض - نشاهده يقدم لهذه الأسر الكريمة، هل بلدية المحافظة على حق، وسائر البلديات الأخرى على خطأ!؟

الأسر المنتجة منّا وفينا، ولا يصح بعد أن دخلت الكثير من أمهاتنا واخواتنا في هذا الميدان الشريف، وبعد أن خلعن عن أنفسهن رداء الخجل وكسرن ثقافة وحاجز العيب، وبعد أن بدأن يقطفن ثمار عملهن وتعبهن في هذا النشاط، لا يصح بعد هذا كله، أن نقف بطريقهن ونكسر بخاطرهن، ونمنعهن من كسب الرزق الحلال، خاصة أننا لم نسمع، ومنذ بدء مزاولة هذه الأسر لنشاطها عن حالات تسمم أو غش. فبشهادة الجميع، فإن منتجات هذه الأسر، على قدر عال من الجودة والنظافة. وإذا كانت البلدية حريصة كل هذا الحرص على صحة وسلامة الناس - وتُشكر على ذلك - فدونها البوفيهات والمطاعم التي تديرها العمالة الوافدة، فلتفتش في ثلاجاتها عن مصدر ونوع اللحوم التي تجهز منها هذه العمالة وجباتها، ولتفحص الخضراوات التي تجلبها العمالة لسوق الخضار وخاصة في إجازة نهاية الأسبوع، ولتتبين أمر مندوبي المبيعات، الذين لا يحلو لهم التجول بسياراتهم إلا في ساعات الليل، ولتحرص أكثر وأكثر على مستوى النظافة في محال الحلاقة بالمحافظة. أما غذاؤنا الذي تنتجه هذه الأسر الكريمة، فأحب أن أطمنأهم بأنه تحت أيدٍ أمينة، تحت أيدي أمهاتنا واخواتنا الكريمات.