السبت 11 ، شوال لعام 1445 الموافق 20 ، أبريل لعام 2024 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م
logo main

تفاصيل الخبر

أعداء الطبيعة!

  • عبدالله المزهر
  • 16 ، شعبان 1437 الموافق 23 ، مايو 2016
  • صحيفة مكة
 
أعداء الطبيعة!
 
 
 
 

قدّر الله أن نعيش في هذه البقعة من العالم التي لا يكاد يُرى فيها اللون الأخضر، وحين نسافر فإن أكثر شيء يعجبنا هو الأشجار والمساحات الخضراء، نصورها من كل زاوية ونستفز بها أولئك الذين لم يسافروا بحثا عن الماء والخضرة والوجه الحسن. يشعر الكائن السعودي أنه محروم من نعمة رؤية النبات والأشجار حتى يخيل لمن يتتبع رحلاته السياحية أنه يسافر لكي «يرعى».

المنطق يقول إن هذا الشغف لا بد أن يقابله اهتمام بكل نبات وكل شجرة، وأن يحاول أمناء المدن ورؤساء البلديات تجميل شوارعهم وطرقاتهم بالأشجار ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. لكن هؤلاء لا علاقة لهم بالمنطق في الغالب، والتحول الذي تشهده بعض الشوارع والطرقات واختفاء الأشجار من جنباتها دلالة على أن هؤلاء يعتقدون أن مهمتهم الأولى هي القضاء على أي لون أخضر يعكر سواد الطرقات!

لو أن الاهتمام بتحسين الطرق نفسها وخدماتها حظي بذات الحرص الذي حظي به قطع وإزالة الأشجار والنباتات لكانت شوارعنا حُلم كل سيارة في هذا الكوكب!

والحق أن هذا الأمر لا يخص أمناء المدن وحدهم، فهي ثقافة متأصلة، ومناصبة العداء للبيئة والكائنات الحية بكافة أنواعها هي إحدى أسوأ العادات السعودية. فحتى الضب وهو أقرب المخلوقات قربا منا ومن شخصياتنا والذي يفترض أن تكون علاقتنا به علاقة تعتمد على حسن الجوار بحكم الروابط المشتركة إلا أنه لا يشعر بالأمان بجوارنا، ومجرد رؤيته يسير على ظهر الأرض تعني أنه أصبح هدفا مستباحا. والطيور المهاجرة تعتبر الأجواء السعودية شيئا يشبه مثلث برمودا، ولا بد أنهم في عالم الطيور ينسجون عن سماء السعودية الكثير من الأساطير التي تدل على أنها منطقة هلاك!

وعلى أي حال..

ليست الضبان والطيور والأشجار فقط من يهددها خطر الانقراض، حتى الهيئة السعودية للحياة الفطرية تبدو مهددة هي الأخرى بالانقراض!