الجمعة 17 ، شوال لعام 1445 الموافق 26 ، أبريل لعام 2024 17/10/1445 هـ الموافق 26/04/2024 م
logo main

تفاصيل الخبر

الرياض في مانهاتن

  • عبدالله بن يحيى المعلمي
  • 2 ، محرم 1438 الموافق 3 ، أكتوبر 2016
  • جريدة المدينة

الرياض في مانهاتن

أفكار للحوار
الرياض 
في مانهاتن
عاشت نيويورك في الأيام الماضية أياماً سعودية باهرة، بدأت بالزيارة الناجحة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية وشارك في أثنائها في ثلاثة مؤتمرات عقدت على مستوى القمة بحضور أكثر من مائة وثلاثين زعيماً ورئيساً من مختلف أركان الأرض، ثم حلت في الأسبوع التالي الرياض، عاصمة العز وبيت العرب، ضيفة على مانهاتن، وطغى حضور الرياض على أروقة الأمم المتحدة وصالاتها، وكانت البداية في الاحتفال باليوم الوطني الذي صاحبه افتتاح فعاليات معرض «يوم في الرياض» بما اشتمل عليه من صور ومعروضات ونماذج مجسمة ولوحات تفاعلية وباستخدام أجهزة التقنية الحديثة ومنها المنظار ثلاثي الأبعاد وأجهزة الآيباد المحمولة واللوحة الإلكترونية السينمائية التفاعلية العريضة التي احتلت مكانها في أهم أروقة الأمم المتحدة ،ولعلها المرة الأولى في تاريخ الأمم المتحدة التي تستحوذ فيها إحدى الدول الأعضاء على هذه المساحة الكبيرة.
في الأيام التالية توالى عقد اللقاءات وورش العمل التي شارك فيها عدد من المسئولين في مدينة الرياض بالإضافة إلى عدد من الخبراء الدوليين المتخصصين وتم فيها عرض تجربة الرياض التنموية والإنسانية في مواضيع مختلفة ومنها التخطيط الإستراتيجي للمدينة، والجوانب البيئية في التنمية الحضرية، ثم الحركة في الرياض وبرامج النقل العام فيها، وأخيراً الجانب الثقافي والفكري والاجتماعي والتنموي، وضمن فعاليات المعرض شارك مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بعدد من الفعاليات كان من بينها ندوة سلام التي تحدث فيها المسئولون في المركز عن جهودهم في سبيل تعزيز قيم التعايش والتسامح والوحدة الوطنية ومحاربة التطرف والتعصب والإقصاء.
كان من أجمل جوانب المعرض مشاركة عدد كبير من الشباب والشابات متطوعين يشاركون في استقبال الضيوف ويشرحون لهم عناصر المعرض ويقدمون لهم الكتب والمنشورات التعريفية ويتخاطبون مع الجمهور الغفير بلغة راقية وأسلوب احترافي وبالشكل الذي أعطى عن الرياض والمملكة أجمل صورة، مما يؤكد أن الثروة الحقيقية لأي مجتمع إنما تتمثل في شبابه وشاباته المتوثبين للمستقبل والمنطلقين من قاعدة راسخة من التمسك بالهوية الوطنية والتراث القيمي للمجتمع.
لقد أعطى الزملاء المسئولون عن التنمية في الرياض صورة مشرقة زاهية مفادها أن الإنسان هو محور التنمية في بلادنا وليس الحَجَر والبنيان، وبهذا تراقصت مانهاتن والرياض على أنغام «وطني الحبيب ولا أحب سواه».