الثلاثاء 14 ، شوال لعام 1445 الموافق 23 ، أبريل لعام 2024 14/10/1445 هـ الموافق 23/04/2024 م
logo main

تفاصيل الخبر

الواقع كيف تبنى المدن الذكية؟

  • م.فهد الصالح
  • 27 ، جمادى الأولى 1439 الموافق 13 ، فبراير 2018
  • جريدة الرياض

هناك مفهوم سائد يتبادر للذهن عند الحديث عن المدن الذكية، حيث يعتقد البعض أن مفهوم المدينة الذكية يقتصر على وجود بنية تحتية رقمية تمكن من استخدام تقنية المعلومات وحصرها بالهواتف الذكية وتطبيقاتها أو توفير شبكة انترنت (WiFi) في الأماكن العامة، والصحيح أن ذكاء المدن يتخطى ذلك بكثير، فالمدن الذكية هي التي تعزز حياة ساكنيها لتصبح أكثر سهولة وإنتاجية وبأساليب وتقنيات تضمن استدامة العمران والاقتصاد والبيئة والمجتمع.

إن بناء المدن الذكية يتطلب توفير أساسيات هامة من خلال اتباع منهجية يتكامل فيها التخطيط الاستراتيجي الحضري مع تكنولوجيا المعلومات، بحيث تضمن تفاعل مشترك بين المجتمع والبيئة المبنية وتعمل على توفير التعليم والترفيه وتشجيع الابتكارات ورفع مستويات النمو الاقتصادي والتوظيف وتحسين مستويات الإدارة والمراقبة باستخدام التكنولوجيا.

ويعتمد نجاح بناء المدن الذكية في القدرة على تخطي المعوقات والعقبات التي تواجهها خلال مرحلة التحول ولعل من أبرز المعوقات الملاحظة على مستوى بعض مدن العالم هو عدم توفر الأسس والأنظمة التشريعية التي تنظم عملية التحول نحو المدينة الذكية، وكذلك ضعف الربط والتنسيق بين الجهات العاملة في المدينة لتحقيق خطة التحول نحو المدينة الذكية؛ ولبناء المدن الذكية ينبغي توافر الأركان الأساسية التي تشكل منظومة المدينة الذكية، وهي:

الحوكمة الذكية، لسياسات وإدارة المدينة بشكلٍ يجعلها متصلة ببعضها البعض لتقديم خدمات متكاملة، وتعزيز الشراكة في اتخاذ القرار على مستوى التخطيط التنموي، ورفع مستويات الرقابة والتحكم الذكي.

الحياة الذكية، وتشمل تحسين المرافق، والخدمات لاسيما الصحية والتعليمية، وتطوير نوعية المساكن والتحول نحو بناء المنازل الذكية التي تعتمد على تقنيات الاستشعار وتحدد نسبة الاضاءة والتكييف اللازمة للمكان وتفصل تلقائياً عند خلو غرف المنزل من سكانه، مما يسهم بخفض معدل استهلاك الكهرباء.

البيئة الذكية، وتشمل حماية البيئة وتحسين جودة الهواء والاستفادة من الموارد الطبيعية، وتحقيق مزيد من الاستدامة البيئية من خلال استعمال أحدث التكنولوجيات للحدّ من الانبعاثات واستخدام الطاقة.

البنية التحتية الذكية، من خلال توفير أنظمة نقل مستدامة وتوفير شبكة اتصالات متكاملة لتقديم بيانات مشتركة للجهات العاملة في المدينة.

البناء المعرفي للمجتمع، من خلال رفع مستوى التأهيل والتدريب والتعليم.

الاقتصاد الذكي، ويشمل ذلك تعزيز مستوى التنافسية وتشجيع الابتكار والاستفادة من التقنيات الحديثة في تسهيل الحركة التجارية وزيادة الاستثمارات.