الأربعاء 15 ، شوال لعام 1445 الموافق 24 ، أبريل لعام 2024 15/10/1445 هـ الموافق 24/04/2024 م
logo main

تفاصيل الخبر

حديقة الملك سلمان.. رئة العاصمة

  • رحاب الرميح
  • 14 ، رجب 1440 الموافق 21 ، مارس 2019
  • جريدة الرياض

يتوقع للمشروعات الجديدة التي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أن تكون ذات أثر بيئي ومجتمعي وسياحي كبير على مدينة الرياض، وستتحول إلى منطقة جذب سياحي ومتنفس كبير لساكنيها، الذين سيلمسون تغير نمط الحياة الجديدة بمدينة الرياض، وستكون مدينة عصرية بكل المقاييس البيئية والاجتماعية ومعايير جودة الحياة.

واجهة حضارية

وذكر الكاتب والمحلل الاقتصادي عبدالرحمن أحمد الجبيري أنّ إطلاق هذه المشروعات النوعية يؤشر الدعم والتوجيهات المتواصلة من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد -حفظهم الله- لتكون الرياض واجهة حضارية جاذبة وذات نمط حياة مثالي ببيئة نقية مستدامة كنموذج عالمي تعكس الصورة المشرقة لبلادنا الغالية والتي تعد امتداداً لمستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث أكّدت على جودة الحياة لتكون الرياض واحدة من افضل 100 مدينة للحياة في العالم وذات مكونات جميلة ومتطورة ووصولاً إلى بناء مجتمع حيوي، ومن هنا نحن اليوم نشهد حراكاً اقتصادياً وتنموياً في الحاضر وصناعة للمستقبل، فالرياض كما قال سمو ولي العهد هي الانطلاقة والنموذج للمناطق الأخرى، حيث ستكتمل مستقبلاً الصورة بشكل مزدهر لهذا الجيل والأجيال القادمة.

فرص وظيفية

وتابع: "إن هذه المشروعات سوف تخدم عدداً من القطاعات والأنشطة الاقتصادية، فهناك قطاع السياحة والترفيه وما سوف تخلقه في هذا القطاع من قدرات هائلة في جانب الجاذبية ومرونة الخدمات المقدمة وجودتها وموافقتها لأذواق المستفيدين وما ستوفره أيضاً من فرص وظيفية وتوالد لبرامج اقتصادية مصاحبة وحاضنة للأعمال مما ستتعاظم معها قيم الاقتصادي المعرفي، ويحفز حركة السياحة والترفيه".

ملتقى للإبداع

وأضاف: "قطاع الفن والمتاحف سوف يعزز من مكانة المملكة وصورتها الثقافية "الرياض آرت" إلى تحويل مدينة الرياض ملتقى للإبداع والمبدعين وواحة عرض فني مفتوح يمزج بين الأصالة والحياة العصرية، وذلك من خلال تنفيذ أكثر من 1000 عمل ومعلم فني من إبداع فنانين محليين وعالميين أمام الجمهور في مختلف أرجاء الرياض، لتشكّل أكبر مشروعات فن الأماكن العامة في العالم من معارض لفنانين مرموقين في ساحات المدينة تتيح التفاعل بين الفنانين والسكان، إضافة لقطاع الرياضة والذي استهدف التنوع في رغبات المستفيدين مثل "ملعب الرويال جولف" الذي يقام على مساحة 850 ألف متر مربع، ومجمع رياضي على مساحة 50 ألف متر مربع، ملعب الواقع الافتراضي، مركز القفز المظلي والمناطيد، ومركز للفروسية، ومسار للجري والدراجات الهوائية، إضافة إلى عدد من المرافق الترفيهية من بينها: منطقة ألعاب ترفيهية تقام على مساحة 100 ألف متر مربع، وحديقة للألعاب المائية على مساحة 140 ألف متر مربع، ومركز للترفيه العائلي، وبرج وجسر المشاهدة".

استثمارات واعدة

وأشار الجبيري إلى أنّ تلك المشروعات تستهدف إيجاد 70 ألف فرصة عمل جديدة للمواطنين في مختلف القطاعات، كما ستوفر فرصاً استثمارية واعدة أمام المستثمرين من داخل المملكة وخارجها، بإجمالي استثمارات تقدّر قيمتها بنحو 50 مليار ريال، تشمل: مشروعات سكنية وفندقية ومكتبية وتعليمية وصحية ورياضية وترفيهية وتجارية وهو ما سيحول الرياض الى ورشة عمل تعزز من المحتوى المحلي وتكامله، هذه المشروعات ستسهم في تحفيز القطاع الخاص الشريك الأساسي في مستهدفات رؤية المملكة 2030 وما سيلعبه من دور إنتاجي فاعل سواء كان ذلك في مجال التنفيذ أو الشراكة أو الاستثمار كلفتها الإجمالية 86 مليار ريال، تشمل "مشروع حديقة الملك سلمان" و"مشروع الرياض الخضراء" و"مشروع المسار الرياضي" و"مشروع الرياض آرت" فكل هذه المعطيات ستخلق المزيد من تحقيق مراكز عالمية متقدمة في المؤشرات التي تتعلق بجودة الحياة والمؤشرات الاقتصادية مما يفتح المزيد من الآفاق الاستثمارية وكافة الأبعاد المتعلقة بالمشهد الاقتصادي والتنموي.

لجنة المشروعات الكبرى

ورأى المحلل الاقتصادي علي الجعفري أن تكوين "لجنة المشروعات الكبرى" برئاسة سمو ولي العهد سيضمن سرعة تنفيذ المشروعات وبجودة عالية نظراً لمتابعة سموه اللصيقة لتنفيذ المشروعات، مبيّناً أنّ لإقرار هذه المشروعات أثر كبير اقتصادياً من خلال توفير مساحات تأجيرية كبيرة ستكون متاحة للمستثمرين في مجالات كبيرة ومتعددة،  منها استثمارات ترفيهية ورياضية، وكذلك استثمارات كبيرة في المجال الفندقي داخل بنية مميزة وجاذبة، وستفتح المجال لكثير من الاستثمارات في مجال الأغذية والمشروبات، كذلك الاستثمار في المتاحف لثراء الإرث التاريخي الذي تتمتع به المملكة، والذي نحتاج إلى إظهاره بشكل جاذب سواء لسكان المملكة أو للزائرين والسياح الذين ستكون الرياض وجهتهم لا محالة خلال الفترات القادمة والتي يجب خلال الفترة القادمة زيادة القدرة الاستيعابية لمطار الرياض التي ستخدم المسافرين والعابرين بحيث تكون الرياض منطقة عبور مميزة للمسافرين من الشرق للغرب والعكس لقضاء عدة أيام في الرياض التي ستكون منطقة جذب كبيره خلال الفترة القادمة.

قاعدة للمشروعات

وقال: "من خلال هذه المشروعات الكبرى ستكون قاعدة للمشروعات الاستثمارية المتوسطة والصغيرة والتي ستجد بيئة خصبة ومتنوعة والتي أتمنى خلال فترة تنفيذ هذه المشروعات أن تقوم إحدى الجهات الحكومية بتوفير دراسات جدوى اقتصادية صغيرة للفرص الاستثمارية التي ستساعد الشباب لا محالة على الدخول والاستثمار بها لزيادة التنوع الاستثماري الذي سينعكس على جعل الشباب أرباب عمل والسعي إلى تأهيل الشباب من خلال برامج تدريبية مكثفة ونوعية للعمل في المجالات المتنوعة التي ستكون متاحة للاستثمار والعمل مما يساهم في توفير الفرص التجارية والعمل المناسب الذي يحتاج إلى تأهيل".

تخفيف التلوث

وتابع: "من الأمور المهمة بالمشروعات الجديدة أن جزءًا كبيرًا منها سيمنح حياة صحية مجانية للمقيمين والزائرين لممارسة الأنشطة الاجتماعية والرياضية المختلفة مما يشجع السكان والمقيمين على ممارسة كثير من الرياضات المتنوعة والتي ستنعكس صحياً على السكان وستكون آثارها إيجابية على الصحة العامة، بالإضافة إلى توفير حدائق كبيرة؛ مما سيبعث على الحياة ويخفف من التلوث في مدينة الرياض ويوفر بيئة صحية للسكان، وخصوصاً أن مشروعات التشجير ستطال كامل مدينة الرياض والحدائق الداخلية داخل الأحياء وكذلك الطرق لزيادة الأحزمة الخضراء التي تحيط بالطرق والأحياء".

وجهة سياحية

وأكّد الجعفري أن الرياض من خلال هذه المشروعات ستتحول إلى وجهة سياحية وثقافية متميزة وسيكون مردود ذلك اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً إيجابياً وستصبح مدينة حالمة وسط الصحراء تنبض بالحياة والتطور العمراني والثقافي والسياحي الكبير من خلال هذه المشروعات المبتكرة التي افتقدناها والتي ستجعل من الرياض واحة ثرية، متمنياً أن تبادر أمانة الرياض والبلديات لمواكبة "الرياض الخضراء" بالمساهمة الفاعلة في إيجاد الشتلات المناسبة للزراعة أمام المنازل واستبعاد وقص الأشجار التي تؤثر على البنية التحتية مثل أشجار الكونابارس التي تمتلئ الشوارع بها وهي مضرة بالبنية التحتية سواء لخزانات المواطنين أو شبكة الصرف الصحي، لتكون الرياض بعد انتهاء المشروعات واحة خضراء.

محاربة التصحر

وقال المحلل الاقتصادي سليمان العساف إنّ هذه المشروعات تأتي كلبنة من لبنات رؤية 2030 وهي ليست بهدف بل طريق تهدف إلى تحسين جودة الحياة فتح استثمارات فتح مجالات عمل تحسين البيئة وتحسين الصحة، حديقة الملك سلمان ستكون إضافة ضرورية لمدينة الرياض لأن الرياض مدينه تتنفس بأقل من ربع رئة بسبب تناثر الحدائق بشكل غير منظم مع كثرتها، ستكون إضافة مفيدة من باب الترفيه ومن باب العمل ومن باب الصحة والبيئة ومن أبواب عديدة جداً، وسيكون حوالي أكثر من ثمانية ملايين شجرة ستزرع في مدينة الرياض والتي ستساعد على تخفيض درجة الحرارة من درجة إلى درجتين وهناك محاربة للتصحر بسبب البيئة الصحراوية وستعمل على صد الرياح والعوالق الترابية لأن مدينة الرياض زادت فيها موجات الغبار وأصبحت أربعة أشهر بالسنة ويساعد ذلك على تحسين الجو وتحسين البيئة وتقليل التلوث وتحسين الصحة العامة على جميع الفئات العمرية وينعكس ذلك على تقليل الصرف على الأدوية والمستشفيات بسبب التلوث.